![]() |
التدريس الفعال |
اعزائي المعلمون : سنقدم لكم اليوم شرحا مفصلا عن احد المواضيع التي تفيدك اثناء الحصة الصفية وهو التدريس الفعال
التدريس الفعال : يقوم التدريس الفعال على بعدين ، هما :
مهارة المعلم وبراعته في خلق الإثارة العقلية والفكرية لدى التلاميذ ، تؤثر إيجاباً في نوعية التعليم .
الصلة الإيجابية بين المعلم والتلاميذ ، وأنماط العواطف والعلاقات التي تثير دافعية التلاميذ لبذل ما في وسعهم في الدراسة ، لها دور في جعل التدريس أكثر كفاية وإنتاجية . تأسيساً على ما تقدم ، فإن المعلم البارع في البعدين السابقين يكون من المعلمين الأفذاذ والمبرزين بالنسبة لجميع التلاميذ في كافة المواقف . وفيما يلي توضيح لكل من البعدين السابقين :
وتقوم مهارة الإثارة الفكرية على : - وضوح الاتصال الكلامي مع التلاميذ ، حيث يرتبط هذا الوضوح بطريقة شرح المعلم وعرضه للمادة العلمية . - أثر المعلم الانفعالي الإيجابي على التلاميذ ، ويتولد هذا الأثر من طريقة عرض المادة العلمية ومما يذكر أن إتقان المعلم لمحتوى المواد الدراسية التي يقوم بتعليمها لهو أمر مفترض حدوثه ، ومع ذلك فإن هذا الإتقان لا يعني بالضرورة قدرة المعلم على تقديم وعرض هذه المواد بطريقة جيدة . ومن ناحية أخرى ، لا تقتصر معرفة المعلم للمواد الدراسية على مجرد جمع المفاهيم والحقائق والقوانين التي تتضمنها هذه المواد ، بل هي أشمل من ذلك بكثير ، لأنها تنطوي على فهم أعمق ، وعلى قدرة على الربط بين تلك المفاهيم والتعميمات والحقائق والقوانين لاستنتاج مجالات وتطبيقات جديدة للمعرفة ، ثم استخدام ألوان المعرفة الجديدة في استنباط ألوان أخرى من المعرفة ، وهكذا دواليك . وتتضمن المعرفة القدرة على تحليل الحقائق وتركيبها ، وتطبيقها في مواقف جديدة ، وتقويمها تقويماً ناقداً في إطار السياق الواسع الذي يتوفر للشخص المثقف .
إذا حقق المعلم ما تقدم ، فسوف يتمكن بسهولة ويسر من تفسير موضوع الدرس وشرحه بكفاءة . إن الادعاء بأن المعرفة قد تراكمت جوانبها ، وازدادت وتعقدت بحيث لا يستطيع الفرد العادي أن يسيطر على جميع أركانها ، لهو إدعاء لا أساس له من الصحة ، نظراً لتقدم أساليب وأدوات التعلم ولاستخدام التقنيات التربوية في عملية التدريس . إذا يمكن للمعلم النابه أن يشرح الأفكار التي يتضمنها أي موضوع بطريقة سهلة ، وأن يبسطها بحيث يدركها التلميذ العادي ويفهمها . ويسهم التدريس الفعال الجيد في معرفة التلاميذ للمفاهيم التي يتضمنها الدرس ، بطريقة واضحة تساعده على مقارنتها بنظائرها بشكل صحيح .
ولكن ينبغي ألا يقف الأمر عند هذا الحد بالنسبة للتلميذ ، أي عند حد فهم التلميذ للمادة العلمية التي يتعلمها ، بل يجب أن يندمج شخصياً فيما يتم عرضه داخل الحصة ، وأن يتحرر من الأفكار التي قد تشتت ذهنه ، بحيث ينزعج إذا انتهت الحصة لأنه لا يشعر بمرور الوقت ، ولا يريد أن ينتهي الدرس بمثل هذه السرعة . أيضاً يجد التلميذ نفسه مدفوعاً للتحدث عن تلك الحصة أمام زملائه التلاميذ بقية اليوم الدراسي . وحتى يستطيع المعلم أن يخلف الأثر آنف الذكر في التلاميذ ، عليه أن يقدم لهم أكثر من مجرد عرض المادة بوضوح . وحتى تتحقق الفاعلية القصوى في هذا البعد ، ينبغي أن يصاحب البراعة في عرض المادة ، براعة مناظرة في الكلام أمام التلاميذ ، وذلك لأن المعلم داخل الفصل يكون محط أنظار التلاميذ ، وبؤرة تركيزهم ، شأنه في ذلك شأن الممثل على خشبة المسرح .
ومن هنا ، يتعرض التلاميذ للمؤثرات ذاتها – الرضى وعدم الرضى – التي يتعرض لها مشاهدي المسرح . على ذلك فإن التدريس هو بلا شك فن أدائي ، حيث يقوم المعلمون بتوظيف جميع إمكاناتهم وقدراتهم خلال المواقف التدريسية . والمعلم الممتاز هو من يستغل كل ما حباه به الله استغلالاً جيداً وفعلاً لجذب انتباه التلاميذ . فالمعلم ، يستطيع توظيف صوته وإشاراته وحركاته ليثير انتباه وعواطف التلاميذ ، كما يفعل الممثل تماماً . ويتطلب تحقيق ما تقدم أن ينقل المعلم إلي التلاميذ الشعور القوي بالحضور ، والطاقة المركزية . وقد يحقق المعلم هذا من خلال الاحتفاظ بحماسته الظاهرية وحيويته وفطنته ، بينما يفعل معلم آخر ذلك باستخدام أسلوب أهدأ ، وأكثر جدية وشدة . وعليه ، فإن القدرة على إثارة انفعالات قوية وإيجابية لدى التلاميذ هي التي تميز بين المعلم القدير ، والمعلم المتميز . ويمكن تصنيف المعلمين على مقياس هذا لبعد ( الاستنارة العقلية ) إلى ثلاث فئات ، هي : المدى العالي والمتوسط والمتدني .
وذلك طبقاً لما يراه المشاهد الخارجي ، وكما اختبره التلاميذ وعايشوه وفيما يلي خصائص المعلم وفقاً للتصنيف السابق :
( أ ) المعلم المتفوق : - تكون استجابة التلاميذ له بأنه واضح ، ومثير بدرجة عالية . - ويوصفه المراقبون للتدريس بأنه يحقق الآتي : – ينظم المضمون العلمي تنظيماً جيداً ، ويقدمه للتلاميذ بلغة واضحة . – يهتم بإبراز العلاقات والمفاهيم ، ويساعد التلاميذ على معرفة التطبيقات العملية لهذه المفاهيم في بعض المواقف الجديدة . – يشترك معه التلاميذ في العمل ، لذا يقدم المضمون بطريقة تفاعلية ، وبحماسة عالية ، وتوتر درامي شديد . – يبدو عليه حبه للمادة التي يقوم بتعليمها وشرحها . - ويؤثر على التلاميذ على النحو التالي : – يعرف التلاميذ ما يركز عليه المعلم ، فيميزون النقاط الهامة في الموضوع . – يدرك التلاميذ الارتباط بين المفاهيم ، ويطبقونها في مواقف جديدة . – لا يرتبك التلاميذ مطلقاً بشأن المادة أو بشأن ما يقوله المعلم . – يدرك التلاميذ صورة جيدة أسباب تحديد المفاهيم وتعريفها بالطريقة التي عرضت بها . – تبدو الأفكار التي يعرضها المعلم على التلاميذ مقبولة ، ومعقولة ، وواضحة ، وسهلة التذكر . – يتنبه التلاميذ لما يقوله المعلم ، فلا تتشتت أفكارهم خارج الفصل . – يمر وقت الحصة سريعاً ، وقد ينزعج بعض التلاميذ بسبب عدم تدوين أية ملاحظات عن بعض الأفكار التي عرضها المعلم . – يشعر التلاميذ بأهمية استثارة الأفكار لهم ، ويعملون على الانتظام في حضور الدروس دون تخلف . – يمكن وصف عمل المعلم ، أو نعت مساقه بالشيء العظيم أو الرائع .
تعليقات
إرسال تعليق